احنا بنكرههم وبنحقد عليهم
علشان؟
علشان هم اقوي مننا ومستضعفيننا وكاسرين عيننا ومبهدلين فينا ومضيعين شبابنا وجيلنا واولادنا وبيموتوا اهلنا وناسنا ومحتلين بلادنا وقتلوا رضاعنا
احنا بنكرههم علشان هم سبب كل البلاوي وسبب كل المصايب وبيتحكموا في مصير العالم
هم خايفين مننا
وعاوزين يفكروا زينا ويدخلوا جوه دماغنا ويحاولوا يشيلوا اسباب الكراهيه دي بطريقتهم الديمقراطيه او بطريقتهم العسكريه زي ماحصل في افغانستان والعراق
هم فاكرين اننا كلنا ملثمين بحزام ناسف ورافعين الكلاشينكوف علي طول وورانا علم عليه لا اله الا الله محمد رسول الله
ومربيين دقوننا وملبسين حريمنا نقاب بعين واحده وبناكل زي البهايم وبنحب الفلوس وعاملين زي الغنم ومتخلفين وجهله ومانستحقش الحق في الحياه وبالنسبه لهم احنا مصادر طاقه او مواقع استرايتيجه هامه
دي الحقيقه المره الموجوده بين الطرفين وساهم فيها الاعلام الغربي والعربي في تشويه صوره العرب والمسلمين وتصويرنا علي اننا بلااد فقيره متخلفه بنركب الجمال وعايشين في الخيم وكل واحد فينا متزوج اربعه ومخلف 100 عيل
بنربيهم علي كره امريكا والعالم الغربي
علشان كده مانجيش نقول لا دول هما بيشوهونا في افلامهم واعمالهم الفنيه ومش عارف ايه زي ماحصل قبل كده في فيلم the siege مع ان الفيلم ده خصوصا اتعرض في 1999 وكان بيتنبا ب 11 سبتمبر بالظبط لكن ماحدش بص ولا عبر والكل طنش
في سنه 2005 المخرج الصهيوني المعروف ستيفن سبيللبرج عمل فيلم اسمه munich
باختصار شديد الفيلم عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال مذبحه ميونيخ اللي راح ضحيتها 11 لاعب اوليمبي اسرائيلي علي يد منظمه ايلول الاسود التابعه لحركه فتح
بسبب الفيلم ده اسرائيل هاجمت المخرج ورغم ترشيح الفيلم ل 5 جوايز اوسكار والمستوي الفني والانساني العالي ماخدش ولا جايزه واتعرض لهجوم بشع في شخصه
الفيلم ببساطه بيدين العنف من الجانبيين وخاصه اسرائيل بيدين تورطها واستمرارها في حل الصراع بالعنف وشلالات الدم
دي كانت اول مبادره بعد 11 سبتمبر في اللسينما لتوضيح االامور علي حقيقتها
بعد كده جه المخرج ريدلي سكوت الانجليزي وعمل الفيلم المشهور kingdom of heaven اللي بيتكلم عن صلاح الدين الايوبي والحملات الصليبيه واتعرض لنفس الهجوم لانه اظهر صلاح الدين بشخصيه عادله حكيمه نزيهه
ريدلي سكوت كرر محاولته في الغوص في الصراع العربي الغربي السنه دي بفيلمه الهام
body of lies
الفيلم استعان فيه بنجمين كبار دي كابريو وراسل كرو
الفيلم بيتكلم عن تعاون اجهزه المخابرات الامريكيه مع اجهزه المخابرات العربيه في مطارده تنظيم القاعده والقبض علي احد زعائمها المدعو ب كريم السليمي
الفيلم بيغوص في اساليب المخابرات الامريكيه القذره القاسيه في استجواب المعتقلين وتجنيد العملاء والضرب بيد من حديد دون النظر للجانب الانساني للعواقب الوخيمه لاي عمليه تقوم بها
بيتفاوت مابين منطقتين مركز القياده المركزيه في لانجلي بامريكا حيث الساده المتانقين الوسيمين المرفهين يشاهدوا كل شيء في مكاتبهم عن طريق الاقمار الصناعيه وطائرات التجسس وهم يشربون الكابتشينو ويعبثون باللاب توب
والمنطقه التانيه هي ميدان العمليات الحقيقي في العراق والاردن حيث يكافح عملاء الوكاله في حرب حقيقه شرسه ضد العدو المتمثل في تنظيم القاعده وبيصور لك اد ايه هم بيعانوا وبيتعرضوا لاهوال شديده وانهم بشر من لحم ودم زينا
وانهم بيتعاطفوا معانا كعرب مسلمين وبيحبونا اكتر من القاده الموجودين في واشنطن او لانجلي
وانهم معترضين علي الاسلوب اللي بيشتغلوا فيه وبيتعاملوا فيه معانا بطرقهم الوحشيه القاسيه
طبعا ده كلام اونطه رغم ان فيه جانب من الصواب
بس بقي المثير بجد هو ان معظم ابطال الفيلم ممثلين عرب ومركزين علي دور المخابرات الاردنيه في التجسس علي الخليات الارهابيه والاندساس جواها بطرقهم الزكيه جدا البعيده عن وسائل التكنولوجيا والاجهزه المعقده واتمثل ده في شخصيبه هاني سلام مدير المخابرات الاردنيه المثير للجدل
المفاجاه بقي ان اللي عمل الدور ده ده ممثل اجنبي مش عربي لكنه مثله باتقان شديد وكان له وجهه نظر غريبه لكن لو فكرت فيها هتلاقي انها هي الحل الوحيد فعلا لمحاربه الارهاب رغم خباثتها
الجهاديين الاسلاميين هنا موجودين بصورتهم التقليديه المعروفه واحد بيفجر نفسه وهو بيقول لا اله الا الله ومركزين طبعا علي صورتهم وهم بيموتوا نفسهم وسط المدنيين الابرياء اللي لا حول لهم ولا قوه وفي نفس الوقت مركز علي جبروت القوه الامريكيه العاصفه وهي بتحصد الجميع بلا رحمه
في اكتر من مشهد لما قتلوا عرب ابرياء علشان خططهم ماتنكشفش
الكوميديا بقي والمسخره ان دي كابريو كان بيتكلم عربي مكسر في الفيلم بشكل يضحك بس متقن بصراحه
وفيه مشهد مهم جدا لما بيواجه زعيم اتنظيم اللي بيقول ايه من القران بتبرر انهم لهم الحق في قتل النصاري واليهود
فبيجادله في الايه وللاسف المشهد ده اتطع منه في السينما بسبب الراقابه الميمونه بالاضافه لمشاهد عديده اتقطعت خوفا علي مشاعر المسلمين مع انها اصلا مشاهد من وجهه نظر المتطرفين الاسلاميين اللي بيبيحوا قتل المدنيين اليهود والنصاري طبقا للقران ولوصايا النبي محمد
نقطه تانيه غريبه جدا وهي البطله هنا فتاه ايرانيه واصلا هي ممثله ايرانيه بيقع في حبها بطلنا الامريكي الوسيم وبيتجاادل معها في موضوع الصراع بين العالم الاسلامي والغربي وطبعا البطله الجميله بتقع في حبه بسهوله
رغم الاداء العالي للمثله لكن مش فاهم اشمعني جابوا جنسيتها ايرانيه هنا بالذات؟
الفيلم متصور في العراق والاردن ودبي وتركيا
والمشاهد المتصوره في الاردن اروع ممايمكن لانها كانت في وسط الزحام وسط الناس الحقيقين في العاصمه عمان
الفيلم برده مبين ان المسلمين مش كلهم ارهابييين واوغاد فيه منهم ناس كويسه جدا وكريمه وناس مثقفه لكن هم دول اللي بيروحوا في وسيط الحرب اللعينه اللي ابتدت في العراق وتوابعها الوخيمه بنشر كل العمليات الاستشهاديه خارج نطاق العراق لمتد الي هولندا وبريطانيا
بعض المشاهد كانت مركزه علي المخيمات الفلسطينيه والحاله المزريه اللي الناس عايشاها هناك وعلي حال العراق المؤسف
مشاهد اخري غريبه منها زعم المخابرات الامريكيه ان الزرقاوي كان تابع لاسامه بن لادن وان اسامه اتخلي عنه علشان كده الامريكان عرفوا يجيبوه
وطيب وهو اسامه اصلا كان له علاقه بالزرقاوي؟
اسامه بن لادن له منهج مختلف تماما عن منهج الزرقاوي اللي بصراحه الغرب له حق في انتقادهم بصورتهم السيئه وهم بيدبحوا الضحايا في فيلم يتصور علي النت
المضمون الاسايسي للفيلم ان عالمنا كله عالم من الاكاذيب والاوهام ماتعرفش مين بيخدع مين ومين تثق فيه
امشي بمبدا ماتثقش في اي حد واخدع الكل
سواء كانت المخابرلاات العربيه والامريكيه او المبدا السلفي او الوهابي
كل جهه بتخفي معلوماتها عن الاخري
علشان تعرف تلعب اللعبه صح وتكون هي المسيطره علي مقاليد الامور كل جهه تلعب باسلوبها الخاص وعاوزه تنجح لوحدها
سواء كانوا ماشيين باسس صحيحه او مزيفه مش مهم المهم النتايج والاثار مش مهم بقي الناس اللي بتتااذي من ده كله
عالم غامض معتمد علي الصوره الاعلاميه ولقطات مزيفه متفبركه لخداع الناس كلها وزرع الاكاذيب في وسط اي مجتمع بملقمه بمعلومات غير حقيقيه
عالم المخابرات عالم قذر للغايه مبني علي حصد المعلومات واستغلال الضعفاء بشكل بارد للغايه
الفيلم لو هنتكلم علي مستواه الفني هو عالي طبعا ورغم تكلفته الضخمه لكن بطلي الفيلم قرروا خفض اجرهم علشان الفيلم يطلع بصوره مشرفه ودي كابريو قعد فتره طويله في دبي يتعلم العربيه ويعيش وسط الناس علشان يعمل الدور
هو دوره يمكن يكون مكرر نوعا ما الشخصيه اللي بيستيقظ ضميرها ويتعاطف مع الابرياء ويقرر التمرد علي رؤساءه
لكنه هنا عملها بتميز خلتني اكون واثق ان الولد الوسيم بتاع تايتانيك مش هو نفسه الشاب الموهوب بتاع 2008
راسل كرو ممثل من العيار الثقيل صحيح انه مشاهده اقل من دي كابريو لكنه كان حاضر غائب طول الفيلم وخاصه ان دوره محوري اداه ببرود وثقل دم مميزه للشخصيه المقصوده
كان فيه استعانه بممثلين فلسطنيين منهم ابطال فيلم الجنه الان
رديلي سكوت عمل فيبلم ممتع وهام ومعقد جدا وهنا للاسف في مصر كانوا ناويين يمنعوه وبعد كده عرضوه بس قصصصوا منه كام مشهد كده خاصه مشاهد تعذيب المخابرات الاردنيه القاسيبه للمعتقلين
الفيلم من اهم افلام السنه دي ويستحق فعلا انك تشوفه