مصر الجديده
هيليوبيوليس
فتحت نهله عينيها ببطء مع رنين هاتفها المحمول لتغلقه وتنظر الي الساعه وتستعد الي بدء يوم جديد في روتينيه ولكنها توقفت وجلست علي الفراش قليلا ولبرهه من الوقت اخذت تنظر الي الارض قليلا وارتجف جسدها وبكت
لكن في صمت تام
شبرا الخيمه
خرج عبد العزيز من الحمام وتناول حقيبته وعدل هندامه ثم اسرع ليلحق بمترو الانفاق قبل الزحام وبالكاد وجد مكانا خاليا قبل تدافع البشر الرهيب في تلك الساعه المبكره
وظل صامتا يتطلع الي وجوه الناس دون ان تتبدل ملامحه يعد المحطات وتمر امامه كالبرق وينظر لها شاردا ولكنه عقله ليس هنا
عقله هناك معها
هيليوبلوليس
تقلب نهله التلفاز في ملل تبدل ثيابها تنزل الي احدي الكافيهات
لوحدها تجلس
لوحدها تشرب
لوحدها تتامل
تمضي الساعات وتمضي حتي يحين موعدها فتغادر تركب سيارتها تشغل مشغل الاقراص الرقميه تنساب الموسيقا بهدوء تشعل احلامها برقه ثم تنتقل الموسيقي الي موسيقا اعنف واعلي فتزيد من سرعه سيارتها لا تابه بالمرور تزيد وتدوس علي دواسه البنزين اكثر فاكثر
تنطلق
تعدو
تبغي التحرر
تقترب الي مكان عملها تركن سيارتها فيتقترب منها الحارس الامني بلطف ويلقي عليها التحيه
لا تكترث وان كانت لمحت في عينيه نظرات الاعجاب بها فهي ليست قبيحه بالعكس
ولكنها تجد نفسها عاديه لانها لا ترغب ابدا في الوقوف امام مراه
...................
رمسيس
الميدان العام
يكافح عبد العزيز في وسط الزحام الخانق الذي يكرهه
يحاول ان يتجاهلله علي قدر المستطاع يتخيل عدم وجوده اصلا يحاول ان يتذكر اي اغنيه تجعله ينفصل عن هذا الواقع
لا يري زحاما بل يري شوارع خاليه ونظيفه يري ناس مبتسمه في لطف
يشم هواءا نقيا يري لافتات اعلانيه انيقه يشعر بانه سعيد ويتساءل هل هو في حاله نشوه نتيجه لجلسه الحشيش البارحه؟
ام تراه عقله هو الذي يساعده بالهروب من هذا العالم؟
لما كل ذلك البؤس والشقاء علي اوجه الناس
لما لا يري احدهم يبتسم لما لا يري احدهم ممتليء بالحيويه والتفاءل
كل شيء خانق كئيبب عاصف
يشعر بالفوران يشعر بالانفجار الوشيك
يري سياره فارهه بجانبها حنطور ويري اتوبيسا ممتليء عن خارجه لدرجه ان احدهم تخرج نصف مؤخرته من شباك الاتوبيس مزدحمه عن اخرها
“ يلعن ابوكم شعب بهايم عاوزين الحرق بالجاز"
تدوي تلك الجمله لتعيده الي الواقع وهو لا يكلف نفسه للالتفات الي قائلها فهو كغيره احد الحانقين
ولما لا يغضب وقد راي في سنوات عمره مايجعله يكره كل شيء بدءا من النظام الخانق والروتين والقفز بين درجات المصالح الحكوميه الفاسده من اصغر فراش الي اكبر وكيل وزاره
يقترب من احد رجال الشرطه فيرمقه بشك فيرد عليه بنظره بارده ويتجاهل وجوده
نعم لما يكترث به فهو لا يبغي سؤال من نوعيه انت مربي دقنك لييه ؟ او بطاقتك لو سمحت
يركب مترو مصر الجديده يخرج الام بي ثري الخاص به تنساب الموسيقي الناعمه داخل اذنيه فتفصله عن وجوه البشر الكالحه وعن تلك الفتاه الجالسه بجانبه التي تنظر له نظره لعله ينتبه لها ويفكر بها كعروسه لينتشلها من مستقبل العنوسه الغامض ويغمض عينيه حتي يصل الي محطته
يمر بين السيارات التي تزمجر في غضب معلنه احتجاجها الرسمي وبعض الالفاظ النابيه من البشر
يلعن الظروف ويلعن يلعن الماضي ولعن الجنه التي خرج منها ليفاجا بقسوه الواقع
يتذكر مشهد من فيلم ماتريكس عن العالم الواقعي والعالم الافتراضي
العالم الذي صنعه لنفسه والذي وضعه فيه اهله بجامعته البراقه والوسط الذي عاش فيه وزملاءه المنتمين لطبقه راقيه وتلك الفتره التي عاشها معهم واثرت عليه وجعلته اكثر رقيا واقل تقبلا للواقع مماجعله يشعر بحنين دائما للماضي عندما كان حيا في عالم بعيد عن عالمنا
عندما كان في قمه تالقه والثناء ينهال عليه من كل صوب وتوقعات اساتذته بالمجد وحلمه بالسفر للخارج ليكمل طريقه
ولكن كل مافات كان ماضيا لن يعود الان
........................
مدينه نصر
تنهي نهله عملها في رتابه يرن هاتفها ترد علي امها لتتحدث معها ذلك الحديث المعتاد عن العريس الجديد ابن فلان الفلاني عضو لجنه السياسات وعن القسمه والنصيب وعن ضروره نسيان الماضي ومحاوله الاستمرار في حياتها
العالم لن يتوقف ولن ينتهي بتلك الذكري المؤلمه وعن ضروره ان تعود للعيش مع اهلها في المنزل وان الاستقرار بعيدا عنهم ليس في صالحها
تنهي المكالمه تشعر بضيق في النفس
تسرع الي الحمام وتنفرد بنفسها وتبكي
في حراره وتركل الجدار بقدميها
بعد ساعات تذهب الي احد مطاعم الوجبات السريعه لتتناول غداءها الذي يقطن امام احد محطات المترو تلقي نظره عابره سريعه علي المترو وتلتقي عينيها باقل من الثانيه بعيني شخص في المترو وسرعان مانسيته
تشعر انها راته من قبل ربما يشبه ذلك الشخص الذي تحلم به وتراه كثيرا من طفولتها البعيده
تنظر الي تاريخ اليوم فتجد انها جاوزت الثلاثون دون ونيس
عندها كل شيء المال والعلم والمركز كل شيء
لكنها تمتلك شيء اخر يفوق الجميع
تمتلك الوحده
تتصل باحدي صديقاتها وتسالها عن امكانيه ان يخرجا مع بعض
تظل تقود السياره في ملل وتتوقف امام محطه بنزين تغلق زجاجها وترمق العمال والعالم من حولها وتغمض عينيها في الم
تتفتقد ابيها
كان سندها
تفتقد التعلق بعنقه و الهتاف باسمه
تفتقد الصوره القديمه له عندما كان مثلها الاعلي وتتساءل لما اصبح علي تلك الحال
تفتقد رحيله عن اسرتها واهتمامه بشئوون اهم وتغيره المفاجيء وانقطاع صلته بهم
تتساءل لما اصبح بعد ماوصل الي ماوصل من سلطه ومركز ونفوذ بهذا الشكل؟
تتمني ان يترك كل شيء ويعود لهم
لكن هيهات
مصر الجديده باحدي شركات القطاع الخاص
يعمل عبد العزيز موظفا هناك
يعمل منذ 5 اعوام او اكثر لا يتذكر سنوات عمره ال 30 التي تجاوزوها دون ان يحقق شيئا تجعله لا يتذكر اي شيء
وحيدا يعيش
وحيدا يتنفس
وحيدا يكلم نفسه
رغم انه احيانا يكون معها يراها وتراه يكلمها وتكلمه
من هي؟ ليست لها ملامح
ليس لها اسم ليس لها شكل يشعر بوجودها ويعرف انه سيلتقيها يرسم لها صوره في خياله لكن الي متي؟
لما لم يتزوج؟ لا يعلم ربما مر به القطار ولم يلحق به كما يفعل الاخرون
لما لم يحقق شيئا؟ ربما استسلاما منه وربما رد فعل سلبي علي احباطه العام
لما لم يتصل باهله طيله تلك الاعوام اللهم الا في مناسبتين ؟
كل مايشغل باله هو ان ينجح في امتحانات السفاره الكنديه ويهاجر بعيدا عن هذا العالم يهاجر ليعيش علي امل ان ينصلح حاله وينسي الماضي وينسي الامه وينسي الوطن
وبينما هو جالس شعر بهدوء تام ووجد الجميع من حوله منكبين علي مكاتبهم في صمت
وقف وتوجه الي النافذه وفتحها
شعر بالهواء يدخل الي روحه
وقف علي حافه النافذه
وقفز من علي ارتفاع 15 طابقا
في طريقه للهاويه اغلق عينيه بقوه وتوقف كل شيء بسرعه
وارتفع جسده مره اخري لاعلي بسرعه خارقه شعر انه يتحدي الطبيعه نفسها وقوانين الجاذبيه شعر انه ملك العالم وانه لا يقهر
انحرف مساره يمينا فجاه بحركه من ذراعه ثم دار علي اتجاه افقي عكسي
انه يطير
انه يحلق
يرمق الناس من تحته ينظرون له بدهشه؟ ويشيرون له؟
يتوقف في الهواء يشعر ان مازال امامه الكثير يري زحام خانق مروري والسيارات متكدسه امام بعض ي
“ ياعالم ارحمونا عاوزين نروح هو ده وقت تشريفه؟"
الله يخرب بيت اللي كان السبب يارب ريحنا منهم بقي"
ينظر الي تلك التشريفه بكره وغضب ينطلق بسرعه البرق تجاهها ويرتطم بها يزيح السيارات جانيا ويحطمها
ينزل الحراس الحكوميين مشهرين اسلحتهم يدير يده ناحيتهم فيطيروا الي الوراء مبتعدين
يضرب بيده الارض فتهتز ويدوي صوت كالرعد ايذانا بميلاد خارق
يطير مره اخري لاعلي ويغلق عينيه ويتواجد في جميع الاماكن التي يكرهها يشعل الدمار هناك يبيد الاغبياء والكسالي والخونه والمرتشين والتنابله
تتدفق الدماء يخترق الاجساد ويلقي الاشلاء
يطير الي مقرات الحكومه يقتحمها يهدها يمزق المسئوليين
يصرخ فتنهار الارض من تحته
انه الكابوس المتجسد لهولاء الحمقي
انه ماخشي الجميع منه دائما
انه يجسد يوم القيامه
ينظر الي السماء كمن يتلقي اشاره من ربه يحني راسه في اشاره للطاعه
ينزل للارض
ويعاقب الظالمين والخاطئين بنفسه لا يكتفي بتعذيبهم بل يفتت اجسادهم يمزقهم يخرج امعائهم
يحرق العاهرات والمتبرجات والمنافقين والكاذبين
يسلخ ال المتعصبين والمتشددين
يشعر كمن انتهي من نشوه جنسيه ويلهث
ينظر الي نفسه
فلا يجدها
ينظر الي قدميه فيجد انه تبول علي نفسه
في ملهي ليلي تذهب نهله
تتحرك بعنف ليس لها رفيق
ليس لها زميل
كل ماترغب فيه ان تشعر انها ليست وحيده حتي لو بالذهاب الي تلك الاماكن
تتحسس اجساد من حولها باطراف اصابعها في خفه
تجد من يعبث في جسدها ويتحسسه لا تكترث له بل تنتظر ان ينتهي تنظر له في جراه
فيخجل من نفسه ويبتعد
ترمق الاضواء الجنونيه تدور حول نفسها تغمض عينيها
تفتحها لتجد نفسها امام كابينه هاتف لا شعوريا تطلب رقم معين فترد عليها صوت مميز صوت اختها يتساءل عمن السائل
لا ترد تبغي ان تخبرها انها هي لكنها لا تفعل
تغلق الهاتف
تطلب والدها وتفعل نفس الشيء
تطلب صديقتها ليرد عليها المجيب الالي لتترك رساله
تغلق الهاتف
تمر بها اسره تمد يدها اليهم وكانها علي وشك ان تقول شيئا
تتراجع
تجد الناس توقفت وينظرون اليها
ينظرون اليها باشمئزاز ب احتقار
تخلع ثيابها امامهم تتجرد منها تماما
تجري امامهم تشير الي نفسها تتكلم ولكن كلامها لا يخرج منها
لا تجد ماتدافع به عن نفسها
تتعلق بهم وتشير الي نفسها
تصفعهم علي وجوهههم
تبصق عليهم اتركوني اتنفس اريد ان اكون حره اريد ان اعيش يكفيكم ماسرقتموه من عمري
تركلهم
تجري منهم تدخل مسجدا فيوقفها امام المسجد بحرج ويخلع عباءته ويسترها
تبكي تتطلع الي السماء في صمت ودموعها تنساب من مقلتيها
تعرف ان سؤالها وصل الي متلقيها في السماء وتعرف انه يعلم بحالها
تطلب الرحمه
تطلب الخلاص
ينزل منها شاب محترق الوجه مشوه
بيده ساطور ضخم مليء بالدماء وخطاف
يغرس الخطاف في صدرها
ويخترقه فتسيل دماءها
يطير بها وهي معلقه وراءه
تشعر بالالم والراحه لذه ماسوشيه ساديه مختلطه تماما
يتوقف في الهواء يخرج قلبها فيشتعل بالنار يلمسه بيده فتخبو النار يعيده اليها تنظر له بامتنان يترك الخطاف
فتسقط وتسقط ولكن هذه المره مطمئنه
تساله عن اسمه فيهمس به ولكنها لا تسمعه ويتبدل وجهه ليحل محله وجه شاب مليح ينظر لها في حب ولكنها لا تتذكر ملامحه
تفتح عينيها مره اخري
فتجد نفسها تستحم تخرج تنام
وتحلم
........................
وسط البلد
باحدي السينمات
يجلس عبد العزيز ليشاهد الفيلم الذي شاهده من قبل مرتين
القاعه خاليه الا من بعض المحبين وبعض الاشخاص مثله الذين يجدوا في السينما ملاذهم من الواقع
يتابع الفيلم ولكنه يشرد احيانا يتخيل نفسه مع شخص يشعر به ويشاركه احلامه
صديق اخ حبيب زميل اب
“ ان شالله حتي لو كلب وولف"
يقولها لنفسه في سخريه
يتمني لو يتعرف علي اشخاص في السينما يتنتاقش معهم
يتمني لو يتصل بناس ويتصلون به
يتمني ان يشعر بانه حي
يتمني ان يشعر انه موجود وانه مهم في تلك الحياه
لا يريد ان يكون مثل الاخرين الذين يولدون ويكبرون ويتزوجون وينامون ثم يموتوا دون ان يحققوا شيئا الا انهم تناسلوا فقط
لا يريد ان يكون مجرد ترس في عجله تدور بلا انقطاع باستطاعته ان يكون اكثر من ترس فقط لو تتاح له الفرصه
فقط لو يصل الي مايصبو اليه
فقط لو يجد من يقف بجانبه ويؤازره
يترك تلك الافكار ويجد رساله علي هاتفه من احد موظفين السفاره الكنديه يبلغه بموعد غدا
...................
وسط البلد
في قاعه مجاوره باحدي السينمات
تشاهد نهله فيلما رومانسيا اخرق وتافهه
لكن لا تجد شيء تفعله الا دخول السينمات
وحدها
تشعر بشيء غريب
تسمع افكارا عابره
تتذكر بعض الخواطر عن طلاقها ومعاناتها تتذكر حياتها الرتيبه والقاسيه
تتذكر كيف كان يعاملها زوجها والضرب الذي نالته علي يديه
تتذكر عندنما سخر منها وصفعها علي وجهها وشق شفتيها تتذكر عندما حبسها في المنزل
وعندما لم يسمح لها بالخروج الا معه
تذكر عن رغبته ان ينجب منها ولكن القدر لم يمهلهم ذلك
تتذكر انها لم تحبه ابدا وتزوجته مرغمه
تتذكر انها ارادت ان تشعر بالحب وان تحاول ان تحبه لكنها فشلت
كانت دائمه وحيده حتي وهي معه في الفراش كان يتركها باليالي الطويله لانشغاله بالعمل
تتذكر موقف اهله ونظرتهم للمراه وموقف اهلها السلبي " ازاي يابنتي ده من عيله فلان الفلاني بكره هيبقي دراع الراجل الكبيير استني وهتشوفي"
طلبت الطلاق فسخر منها الجميع
عبرت عن مشاعرها ورغبتها وانها ترغب ان ترتبط بشخص تحبه فانتقدها الجميع
خلعت الحجاب فقامت القيامه " يافاجره يمنحطه ياعديمه التربيه والدين"
" قلبي غضبان عليكي ورب العرش مش هيرحمك"
" هههههههههه هو ده اصلا كان حجاب اللي زيك معروفين اخرهم ياحيله امك "
اصبحت ملابسها مختلفه تماما عن ذي قبل
رحلت عنهم واستقلت بنفسها
حقققت ذاتها نجحت تملك كل شيء لكنها فشلت ان تشعر بالرض
مازلت تشعر بالنقص
حتي عندكا كانت تكتب في تلك الجريده وتعبر عن ماتريده اصبح ذلك ماضي بعد اغلاق الجريده والتحقيق معها في صحبه كلاب الداخليه ولولا اسم والدها لما خرجت من عندهم الا يوم الدين
نفضت كل ذلك وتركته وراءها
غادرت السينما وهي شارده خرجت من المول واتجهت الي سيارتها
عاكسها بعض الشباب فلم ترد عليهم
اغلقت علي نفسها وظلت جالسه في السيباره
وبينما هي تغادر ارتطمت سيارتاها باحد الاطفال المشردين الذين يمسحون السيارات
فزعت وجزعت ونزلت
“ روحي ياشيخه ربنا ينتقم منك يافاجره موتتي الواااد"
“ لا حول ولا قوه الا بالله ادي اخره الفجره
كادت ان تبكي وهي تشاهد الدماء تسيل عن الطفل
لمسته فشعرت انه مازل حيا
التفتت وراءها تبحث عمن يساعدها لم تجد وتراجع الجميع من حولها
ماعدا شخص واحد
عبد العزيز
.......................
مستشفي هوليوبوليس
لم تتوقف عن البكاء طيله الوقت
شعرت انها ضاعت
وبينما علي القرب منها جلس عبد العزيز ينظر لساعته التي تاخر به الوقت والمفترض ان ينام باكرا ليلحق بمعاد السفاره
لن يتاخر عن الموعد انها فرصته ليترك كل شيء وراءه بدايه من اهانته وعدم تقدير مستواه العلمي وكفائته واراءه التي اغضبت المجتمع المتظاهر بالتدين والايمان لمجرد انه طلب ان يتركوه ليفعل مايريد وطالبهم بالاعتدال وتحذيرهم من مغبه مايفعلونه
ولكن لما لا ينظر الي نفسه قبل كل شيء؟
انه مثلهم بل هو اسوا منهم
اتراه ساهيا عن معاصيه ونزواته ونفاقه المستمر
اتراه ساهيا عن من تسبب في جرحهم والاساءه لهم بسبب لسانه اللاذع
ترك تلك الترهات والتف لها
شعر انه من الواجب عليه ان يخفف عنها
اقترب منها وتنحنح في صوته وعرض عليها ان يصطحبها الي مقهي المستشفي او الي اي مقههي قريب حتي يخرج تستقر حاله الصبي
نظرت له في خجل
وتوقف امام عينيها
سكن الوقت من حولهم لم يشعرا بانفسهم الا وهم يسيرون جانبا الا جنب ويجلسون في المقهي
ظلوا صامتين عرفها بنفسه وعرفته بنفسها
لاحظ وجود خاتم في اصبعها فسالها عن زوجها ردت انها مطلقه منذ 5 اعوام ولكنها ترتديه ليحميها من المتطفلين
سالته عن عمله فرد برتابه
ثم سكنوا مره اخري
ظلوا صامتين ينظرون الي بعضهم البيعض ساعه تلو الاخري
لم يتبادلا اي كلمه دار بينهم حديث صامت
شعرا كانهما يعرفان بعضهم البعض منذ زمن طويل
شعرت انها التقت به من قبل وهو نفس الشيء
شعرت انها مرتاحه الي قربه وانها ترغب في الفضفضه اليه
شعر بانه يرغب في التعبير عما يحتويه قلبه اليائس
ضحكت وضحك عندما اكتشفا انهم متماثلين في العديد من الاشياء
نسيت كل شيء نسيت الحادثه نسيت مشاكلها
نسي هو معاد السفاره نسي وحدته نسي كل شيء
شعرا انهما يولدان من جديد
لمس يدها ولمسته شعر بالطاقه تتدفق الي داخله شعر انه يبعث حيا
غادرا مغيبين متلامسين الايدي اتجها الي المقطم
صعدا الي قمته نظرا الي بعض اقترب منها ولمسها بشفتيه حتي ذاب فيهما بكت وبكي
سقطا ارضا وهم يبكون
سقطا ارضا من الفرحه لانهما شعرا اخيرا بتلك الاحاسيس
عمرهما مر امامههما دون ان يشعرا بالحب
وعندما شعروا به شعروا به في مرحله انتقاليه وفاصله من حياتهم
عرفا ان مامرا به في حياتهم بكل الامها كان نتيجه عدم شعورهم بالحب
حرمانهم منه
الحب كان كفيل باخماد فوره الانفجار داخلنا
كفيل بجعلنا صامدين امام تقلبات الدنيا بحلوها ومرها
تطلعت الي شروق الشمس
“ الان ماذا نفعل ؟"
رد عليها وهو يمسك بيدها ويريح راسها علي صدره ويتابع صعود الشمس
“ الان يوم جديد ونفكر فيما بعد
ثم ضحك القمر
AND ONCE THERE WAS A MAGIC FOR ME …AND ONCE THERE WAS A BEAUTY FOR ME….ALL THE WILD NORTHEN SKIES
From safe trip home album
"
تمت
" 2 فبراير 2008
بعد التعديل والاضافه