ينتهي الشتاء باكرا هذا العام بسرعه مثل العديد من الاشياء التي حان اجلها
بالامس بعد ان انهيت عملي بالقاهره قررت ان اطوف قليلا بوسط البلد واذهب الي التحرير الذي لم ارتاده منذ شهور عديده تجنبا لذكريات وحكايات
كان المفترض ان اقضي اليوم مع امي بمناسبه عيد الام العالمي لكني كنت بائسا ولم اود ان افسد يومها بتفاهاتي
ربما لاني ابحث عن وسيله للهروب من الم يجتاح قلبي وشوق وحنين جارف يعترمني تجاه من كانت املا يوما ما وحلما ومنية
ربما لاني كنت اتخيل اني ساقابلها هناك صدفه او اتتبع طيفها من الماضي او اجدها تتصل علي مثل كل مره كنت انزل فيها الي الميدان
وجدت نفسي غير قادرا علي الذهاب ناحيه وسط الميدان لان ماهناك من خيم ومعتصمين لا يمثلون الجيل الاول من الثوار ولا الجيل الثاني الذي خبر مجازر العسكر بل هم اغراب ومصطنعين مثل كل شيء حدث منذ يوليو الماضي مع تولي مرسي والاخوان حكم البلاد وخروج العسكر الامن بصفقات مرضيه
وجدت نفسي تجتاحني كم مهول من النوستالجيا والحنين للعهد الذهبي ووجدتني قد مر علي عامين واكثر علي تلك الثوره وعلي من ارتبطت احداثها بها
حتي الجرافيتي غير صادق مزيف ليس به نفس عمق الجرافيتي الذي صاغه الشباب بدمائهم ونقائهم
ذهبت الي مكتبه الف وجدتها عامره بكتب عن الثوره وروايات ومذكرات واخري تنتقد الاخوان وكلها غرضها التجاره لن تجد شيئا صادقا فيها وسمعت بالمصادفه حوار بين اثنين عن المواجهه المنتظره في مظاهرات اليوم بين الاخوان والمعارضه امام مقر مكتب الارشاد في المقطم لكني لم اكترث لم اعد اهتم لتلك التفاهات فكفاني مانلته علي ايدي الاخوان من تشهير وتشويه وكفاني ماصدمت في قوي المعارضه المزيفه المستغله المتاجره بدمائنا
كانت تقول لي اني كنت انقي شيئا في تلك الثوره لكني تغيرت وتشوهت
لم اود ان اقول لها انها اصابها ماصابني
ربما يصعب علي ان اعتاد استكمال حياتي بدونها ربما يوجد امل ضعيف ان تعود مره اخري
ربما انتهت ربما هو كابوس اعيشه وساستيقظ منه
لكن يجب ان يعتاد المرؤ علي العيش بقليل من الحزن كما قيل في فيلم ميكروفون
الغريب ان كانت بوادر التغيير التي بدات تظهر في مارس 2011 نفس توقيت بدء شرخ الوحده بين الشعب المصري بفضل الاخوان والعسكر
لذلك اجدها هي والثوره مرتبطين ببعضهما البعض
لن انكر ان احيانا اجد نفسي اكرههما واندم عليهما لكني يجب ان اعترف انهما افضل ذكريات وافضل ماحدث بحياتي
دخلت ليلا فيلم ابراهيم البطوطي الذي انتظره منذ مايقرب من عام والذي اعلم انه لن يكون الفيلم الذي ينتظره الناس ليتحدث عن الثوره بل سيكون عن حكايات اعمق
يستوقفني مشاهد عديده منها مشهد خروج عمرو واكد من المعتقل قبيل الثوره بعد ان قرر الابتعاد عن السياسه ليعود الي بيته ويصطدم بوفاه والدته التي لم تكل في البحث عنه حتي اصابها الاعياء مما ذكرني بالكابوس الذي كاد ان يقتلني اثناء اعتقالي يوم 26 يناير في معسكر السلام عندما خفت علي امي ان يصابها مكروه بسبب خوفها علي
المشهد الاول في الفيلم شهاده احد المفرج عنهم من سجون امن الدوله وحكايته مع التعذيب هي شهاده حقيقيه لان هذا الشخص هو الاخ الاكبر للمخرج وقد حدث ذلك له بعد عودته من تغطيه حرب البوسنه
مشهد الاستجواب الجماعي للمعتقلين
يقول احدهم ان علاقته بالسياسه علاقه جنسيه بحته كل مره يحضرونه ويفشخونه ويعيدونه
مشهد رائع مع تعدد الشخصيات عبرت عن اسباب نزول الناس الي الشارع
مشهد تردد عمرو واكد في النزول ومراقبته للاحداث من شقته مع تعالي الهتافات واضطراب مشاعره مشهد مبهر
مشهد عمرو واكد مع فرح يوسف عندما واجهها بانها عميله للنظام وزيفت الحقائق مشهد صامت زوايا التصوير فيه مدهشه مع الموسيقي التصويريه وخاصه خروجه من النفق المظلم الي النور
مشهد انتظاره لرجال امن الدوله لاقتحام شقته
مشهد صلاح حنفي ظابط امن الدوله في شقته الفخمه وحياته المرفهه ومتابعته للاحداث بلا اهتمام او استهتار
الحق ان الفيلم من افضل افلام ابراهيم البطوطي فنيا وبصريا لم يعتمد فيه هنا علي كاميرا الديجتال مثل افلامه السابقه
الفيلم لم يركز علي المظاهرات او الميدان بل تعمق في شخصيات ابطاله
عمرو الناشط الذي اعتقل ايام مبارك اثناء حرب غزه ثم قاطع السياسه
فرح المذيعه المشهوره التي تلمع وجه النظام وتجمله
صلاح ظابط امن الدوله الكفؤ القاسي اداه باقتدار والمؤمن بان هؤلاء الشباب تافهين وعملاء
تجد نفسك تدمع عيناك في مشاهد خاصه لو كنت ممن شاركت في الثوره منذ بدايتها تجد نفسك تحن لتلك الايام
حتي في توالي الاحداث تنتظر الخطاب الاول لمبارك ثم تنتظر الخطاب الثاني كانك تعيش الثوره من جديد
تفرح مع صوت عمر سليمان الرخيم وبيان التنحي
ينتهي الفيلم بمشهد لاستشهاد احد المعتقلين اثناء الثوره لاحقا في مذبحه ماسبيرو ويلقي اللوم علي نظام مبارك الذي امتد حتي تلك اللحظه يقصد بها المجلس العسكري ( لاحظ ان الفيلم انتهي تصويره في اوائل عام 2012)
يسرد انتهاكات الفتره الالنتقاليه كشوف العذريه عدد المعتقلين في السجون العسكريه عدد من استشهدوا بعد التنحي عدد من فقدوا عينهم بعد التنحي ابان حكم العسكر
مع مشهدين احدهما لفرح وعمرو وهما يواجهان الكاميرا امام كوبري قصر النيل
والاخر لصلاح حنفي الذي ذهب بعيدا الي العين السخنه مع اسرته وهو مشهد يحمل الكثير لانه لم يعاقب بل يوحي بان النظام مازال مستمرا
.......
خارج النص
اشتريت بعد تردد طويل استمر عام روايه محمد المنسي قنديل " انا عشقت "
..............
..............
بعد شهر ستحل الذكري الخامسه علي ميلاد مدونتي وقد اتغيب تلك الفتره مع وعد بان اعود مره اخري الي التدوين لعل الله يحدث بعد ذلك امرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق