ده اول يوم ليا في البيت من اربع ايام تقريبا بس كان لازم اكتب وادون واسف لو كنت باقوله بالعاميه
الموضوع ابتدي يوم الجمعه لما طلعنا في مسيره ضخمه دعت لها صفحه خالد سعيد ووائل غنيم من جامع مصطفي محمود لاجبار المجلس العسكري علي تسليم السلطه في ابريل وانضممنا بعد كده لباقي التيارات الاسلاميه اللي كانت اعلنت نيتها علي الاعتصام ومن ضمنها حازم صلاح ابو اسماعيل
رحنا احنا وزملائنا طارق وخالد واحمد وفيليب ومحمد عبد الفتاح الصحفي في الاخبار وقعدنا علي قهوه البورصه لمحت فاطمه عابد وزوجها مالك مصطفي سلمت عليهم وعرفت انهم كانوا لسه راجعين من نقابه الصحفيين في مؤتمر كانت عملاه دكتوره ليلي سويف والده الناشط علاء عبد الفتاح اللي اتحاكم عسكريا
علي الساعه تسعه كده اعلن حازم صلاح ابو اسماعيل انه مش ناوي يعتصم هو والناس اللي معاه وطبعا الاخوان سبقوهم ومشيوا كالعاده واتبقي عدد حوالي عشره الاف واحد بمرور الوقت بدؤوا يقلوا وعلي الساعه واحده ونصف بالليل العدد مكانش يكمل خمسمائه معتصم من ضمنهم مصابين الثوره اللي جايين يطاببوا بحقوقهم وكنت عايز اعتصم لكن طارق قال مالهاش لازمه ومشيت مكتئب جدا وكنت قابلت عادل صليب وقال لي نفس الكلام
تاني يوم صحيت متاخر علي خبر فض الاعتصام الصبح بشكل وحشي من الامن المركزي واستغربت ليه العنف المفرط ده
وبعدها عرفت ان مالك مصطفي نزل هو والنشطاء اللي معاه يردوا الامن واتصاب في عينه
اتجننت وقتها وللاسف معرفتش اكلم فاطمه علشان اتاكد واتصلت باحمد عبد الماجد ياكد لي الخبر وقلت لخالد لانه كان في اسكندريه
قال لي انا جاي حالا وركبت انا اول عربيه رايحه القاهره
في الطريق عرفت ان العدد زاد بس الامن اقتحم الميدان وطرد المتظاهرين وبعدها المتظاهرين قدروا يرجعوا تاني
الساعه تمانيه كنت في الميدان كلمت هشام الجنيدي قال لي انا جاي ورحت لشارع الفلكي قابلته هو مجموعه من شباب سته ابريل نتكلم شويه ونشوف الوضع
انزلت لقيت العدد زاد جدا مع حضور كل افراد حركه سته ابريل ونزول التراس الزمالك وحصلت اشتباكات في شارع محمد محمود عنيفه كانت ريحه قنابل الغاز مغرقه الميدان
خالد جه بعد كده وجه انصار حازم صلاح ابو اسامعيل وبدانا نرتب لهجوم ونحصن الدفاعات ونعمل تكتيكات ومجموعات قتاليه
مكانش معانا غير الطوب وبس والرصاص المطاطي عمال ينزل علينا زي المطر جت رصاصه في راسي ودراعي عملت كدمه خفيفه
جه بعد كده محمد عبد الفتاح هو ومجموعه فرنسيه جايه تغطي الاحداث لقناه تشانل بلاس وعملوا معايا لقاء ودخلناهم لغايه المدرعات بتاعه الامن المركزي علشان يصوروا الاحداث وكانوا هيتصابوا وواحد منهم كانت هتجيله حاله اختناق من الغاز
الجدير باالذكر ان الغاز اشد واعنف من الغاز اللي استعملوه في يوم خمسه وعشرين
وكانوا بيضربوا بشكل هستيري وحاولنا نجمع نفسنا وهجمنا عليهم مره واحده لكنهم صدونا
قعدنا كده فتره وبعدها اتصل بيا اسامه عامر وقال لي انه جاي استنيته وخدته للمستشفي الميداني نشوف محتاجين دكااتره ولا لا
علي الساعه اتنين بالليل كده ابتدوا يهجموا من شارع القصر العيني بقوات اكبر ومدرعات تانيه بس قدرنا نصدهم لكنهم قصفونا بكم مذهل من القنابل لدرجه ان الدخان الابيض اتحول لاسود من كثافته
استمر الصد والكر والفر وعلي الساعه تلاتته مشت انا وخالد
تاني يوم رجعت وقابلت احمد فتحي ودخلنا تاني في شارع محمد محمود كنا بنجاول صدهم عند ناصيه مكتبه الجامعه الامريكيه
الشباب كان بيستبسل في الهجوم وجت فتره قصف الغاز وقف فمطرناهم بوابل من الحجاره خليتهم يرجعوا واثناء ده عسكري امن مركزي قذف حجاره علي راس خالد فاصيب وراح المستشفي الميداني وخد غرزتين بس رجع تاني كان مافيش حاجه حصلت وكان بيصور الاشتباكات
علي الساعه اربعه ونصف كان لسه الاشتباكات شغاله شفت نواره نجم واسماء محفوظ وكانت الناس بتظبط يصلوا المغرب ادام هارديز وندعي كلنا مع بعض وكان عددنا حوالي عشره الاف
اتصل بي اسامه عامر بيقول لي انه جاي من شارع طلعت حرب وشاف فرقه من الشرطه العسكريه جايه بسرعه ومدرعه معاهم
وفجاه لقيناهم داخلين فعلا بسرعه يسحلوا المتظاهرين ومدرعات الداخليه دخلت بقوه من شارع هارديز ومعاهم الامن المركزي وقعدوا يسحلوانا ويضربنا بالغاز ويطاردونا وحصلت اشباكات لكن المدرعات جريت ورانا
خرجت انا وخالد لغايه عبد المنعم رياض وناس هربت من شارع كوبري قصر النيل
طبعا كانت مفاجاه ان الشرطه العسكريه تدخل بالشكل ده قعدنا ساعتين استجمعنا قوانا ودخلنا تاني الميدان وانضم لينا ناس كتيره ووصل عددنا لحوالي خمسين الف
جه عمرو صلاح وسها واسامه وجه طارق ابن عمتي وناس كتيره جدا اشتراكيين وسلفيين وليبراليين وناس عاديه
بدانا نصد الاشتباكات تاني وجه التراس ومعاهم مولتوف وقعدوا يقذفوا المدرعات في نفس الشارع وبعد كده جه فصيل حاول يقتحم من ناحيه شارع الفلكي بس تم تحصينه كويس وسمعنا بيانات المحجلس الخيبانه والحجج الضعيفه وبقي هتاف الثوار يشق السما
الشعب يريد اسقاط المشير
ده مطلبنا رحيل المجلس العسكري
عرفنا ان البرادعي طلع مع عبد المنعم ابو الفتوح وحمدين صباحي يناقش الازمه
لكن الموضوع مش ازمه الموضوع ان احنا عايزين نستلم السلطه من المجلس قبل ابريل الفين واتناشر ونحدد معاد انتخابات رئاسيه بسرعه
حاولوا يسكتونا بقانون افساد الحياه السياسيه علشان الفلول بس ده كان قبل احداث يوم السبت
دلوقتي بقت تار بيننا وبين المجلس العسكري
المجلس هو اللي بيؤمر الداخليه بقمعنا وهو اللي ورا كل حاجه وهو اللي بيفسد الحياه السباسيه وهو اللي بيعطل عجله الانتاج وهو الي كره الناس العاديه في الثوره وهو اللي بيعتقل النشطاء وهو اللي بيقتلهم وهو اللي فرق الشعب لاسلاميين وكفره
وهو اللي قتل الاقباط في ماسبيرو
احنا عارفين ان لو حصل صدام مع الجيش هتبقي مجزره بس مابقاش ادمنا الا كده نعتصم ونتمسك بمطالبنا ونحمي الميدان ويتم مجاكمه اللي اتسببوا في الدماء التي اسيلت
الدم عمره ماهيبقي ميه
النهارده نزلت تاني والجو كان اهدي بس عرفت ان الاصبابات وصلت لاكتر من الف مصاب واتقتل حوالي تلاتين شهيد والمنظر كان مرعب من كتر براكين الدم الموجوده
لكن اجمل حاجه هي الناس اللي جت لنا من كل حته الشارع المصري بقي معانا
ولقينا مسيرات طلابيه جايه تنضم لنا وموظفين وعمال وفلاحين وكل اطياف الشعب جاي ينضم للشباب اللي صمد في الميدان واظهر بساله وقوه
جت مي وعبير وخطيبها يساعدوا وينضموا لنا
اتصل بيا ناس كتيره جدا يطمنوا عليا زمايلي وصحابي واهلي ووالدتي تعبت وجت لها ذبحه بس قامت بالسلامه واضطريت بس ارجع الليله علشانها علشان ضميري ميانبنيش
فيه ناس بقت معانا وبيشجعونا ومتفهمين موقفنا
احب اقول بس ان الشباب والمرهقين اللي كانوا بيهاجموا الداخليه ماينتموش لاي تيار سياسي وكانوا بيعملوا كده لانمهم غضبانين وشايلين كره ناحيه الداخليه زي ناس كتيره مننا رغم ان الشباب دول زودوا العيار شويه بمحاولتهم اقتحام الوزاره وده مالوش لازمه واستفزاز
بكره فيه مليونيه علشان نرغم المجلس انه يخلينا نختار حكومه انقاذ وطني ولو اني اتمني انها تكون لاسقاط المجلس واظن انها هتبقي ناجحه باذن الله لاني قبل ماامشي العدد كان مهول والهتاف واحد كالعاده
الشعب يريد اسقاط المشير
عزيزي دكتور احمد حراره انا شفت لقاءك مع يسري فوده وانا فخور بك وانت ادتنا امل
صحيح هم سلبوك نور عينيك لكنك من جواك نور اكبر وهو نور الحياه
لو هنتمسك بشغلنا ونفكر بانانيه ونقول لا كفايه كده ونشوف مصالحنا ومانبصش لمصلحه البلد يبقي نستاهل اللي يجرا لنا ونعيش من غير كرامه ونعيش مذلولين
الحياه لها طعم تاني في الميدان تخليك تحتقر واقعنا وحياتنا الدنيويه وتشوف الدنيا صغيره جدا وتافهه
في الميدان انت هتبقي بين ناسك الحقيقين بيوحدنا حب الوطن ورغبتنا في الحريه بيوحدنا كلمه مصرييين
الناس اللي ضحت بحياتها علشان حضرتك تعيش كويس اظن مش كتير عليهم انك تنزل تدعهم زكراهم تنزل تكمل مشوارهم
تنزل تطالب بحقك
تنزل علشان الظلم
تنزل علشان عيالك يعرفوا يعيشوا كويس
تنزل علشان احنا عايزينك بكره معانا
يسقط يسقط حكم العسكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق