الجمعة، 11 نوفمبر 2011

Bon Voyage


عندما هاتفني طارق ابن عمتي ليقترح علي ان اقضي اجازه مميزه بعيدا عن زحام القاهره والاسكندريه وبعيدا عن كل مايحيط بي من مشاكل واحباطات وصراعات سياسيه وخوف مما سيحمله الغد للبلد واضطرابات نفسيه خاصه
وافقته علي التو لاني كنت فعلا اتمني الذهاب الي الواحات وزيارتها وقضاء مغامره حقيقيه

ذهبت في اول يوم للمبيت عنده ثم انطلقنا في الصباح مع زملاء طارق وثلاثه امريكيين تعرفنا عليهم في محطه الاتوبيس وخلال طريق طويل ومرهق استغرق مايقرب من اربع ساعات وصلنا للكامب الذي سنبيت به في الواحات البحريه ثم اجرنا سياره لاند كروزر للانطلاق الي جبل الانجليز ومشاهده غروب الشمس من اعلاه وعدنا مره اخري للكامب ليلا للعشاء

في الصباح التالي ذهبنا لزياره معبد الاسكندر الاكبر في الصحراء ثم جهزنا ترتيباتنا مع سياره خاصه للقيام برحله الي الصحراء البييضاء وقمنا بالمرور علي الجبل الاسود في الصحراء السوداء وتسلقناه الي اعلي قمه وبالطبع لا يمكن وصف المنظر من هناك
بينما الرياح ترتطم بوجهك وانت تري الوادي كله حولك وتري السهول والجبال المحيطه فتنتعش وتنتشي اكثر

ثم دخلنا الي الوادي الجديد ومررنا بجبل الكريستال وصادفنا مجموعه فرنسيه من الفتيات ومجموعه اسيويه اخري مهتمين بتصوير تلك المنطقه اكتشفنا لاحقا انهم جيراننا في المخيم وفي الكامب الذي نزلنا فيه

ثم دخلنا الي الصحراء البيضاء ولن استطيع ان اصفها ابدا غير انها قطعه من الجنه بالفعل بصخورها البيضاء والمميزه وارضها اللامعه والهواء نفسه هناك نقي وصحي وتود حاله خاصه تسكن نفسك عندما تصبح هناك فتشعر بانك انفصلت تماما عن عالمك القميء
الحق اني قلت لطارق انا لاارغب في العوده الي عالمي لا ارغب في العوده الي العمل والمشاكل والمسئوليات اريد ان اصبح مغامرا في البراري والصحراء احمل حقيبتي واحاجياتي ومتعلقاتي وانطلق مع نفسي

المنظر هناك تشعر كانك في القطب الشمالي كما هو موضح بالصوره اسفل





وليلا تشعر كانك علي سطح كوكب اخر مع اكتمال القمر والسكون المرعب ذكرني بمشهد من فيلم ادويسا الفضاء لستانلي كوبريك

حولنا كان العشرات من المخيمات قد نصبت بمسافات بعيده بعض الشيء من اجانب من مختلف الجنسيات كوريين وفرنسيين وايطاليين وتشيك ومن السويد ايضا كلهم جاءوا بسياراتهم الدفع الرباعي الضخمه ليراقبوا معنا الغروب

كنت يومهااشكر الله علي انه منحني تلك الرحله لكي اصفي نفسي من الشوائب التي تملكتني ومن الاكتئاب الذي غمرني كالعاده وان كنت متفائلا بان الامور ستتغير نوعا ما بعد تلك الرحله واخذت موسيقي فيلم شجره الحياه لتيرانس ميلك تدوي في اذني وانا اندمج مع الطبيعه واكاد اصل الي جوهر الحياه والكون في حاله نادرا ماتتكرر معي وخاصه اني كنت شاهدت الفيلم قبلها واجلت الكتابه عنه

ليلا قمنا بشي اللحوم واخذنا نتسامر وكانت الصحبه ظريفه وودوده وراقبنا الشهب في السماء والنجوم ثم استيقظنا فجرا واخدنا نلتقط صورا رائعه للشروق ثم اتجهنا الي واحه الفرافره ونزلنا الي عين طبيعيه تفيض بالماء الدافيء لم استطع مقاومتها
شعرت كانني في جاكوزي طبيعي بينما جسدي يسترخي وعقلي يصفو ويروق
بينما الابخره تتصاعد من حولي واغطس الي قاع العين والمس ارضها ثم اطفو لاتنفس الهواء وقد شعرت اني تطهرت واصبحت انسانا جديدا

الحق اني بتلك الاربع ايام قد قضيت امنيه كنت اتمناها منذ زمن ولم استمتع بتلك الاجازه منذ كنت في شرم الشيخ العام الماضي

ربما اشعر بتقصير الضمير بعض الشيء حاولت ان اهرب الي ابعد مكان قدر استطاعتي ولم اخبر احدا اني ساذهب الا بعدما سافرت فعلا لكني كنت اود ان اكون لوحدي بدون هواتف تزعجني وحتي اخبار الوطن والسياسه لم اكترث لها ولم اكترث بما ينتظرني من مجهول فكنت حريصا علي الاستمتاع لاقصي درجه

اما المستقبل فهو بيد الله والرزق بيد الله ايضا
واما الوطن فهو بايدينا نحن فنحن من سنرسم معالمه ونحن من سنحرره
واما الحياه فهي مغامره سنخوضها ويجب ان نستمر احياء فيها
واما القلب فكفاه ماصابه فساترك مصيره للقدر














هناك 6 تعليقات:

Ramy يقول...

(:

جميلة بلدنا

بس احنا اللى موحشنها

حمد الله على السلامه

(:

candy يقول...

حلو خالصض أن فى أجانب فى مصر رغم الظروف دى

الرحلة دى سمعت عنها من واحدة صاحبتى قبل كدة

وواشح أنها مغامرة رائعة فعلا .. أتمنى فى يوم أطلعها :)

Ahmed يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
Ahmed يقول...

ايه الجمال دة :D

بلدنا فعلا جنة ، وفيها مناظر خلابة كتير

اهم حاجة انك تكون عملت رفرش ، او

بالأصح ريستـارت لكل حاجة جواك ..

:)

sabry abo-omar يقول...

باحسدك على الرحلة دى وباتمنى طبعا ظروفنا تسمح ونقوم بيها كلنا ولو مرة... كل مااروح اى مكان جديد فى مصر واقارنه بالخارج بافتكر بالحكمة اللى بتقول مصر أم الدنيا.. الكلمة دى حقيقية اوى .. تحياتى

فاتيما يقول...

الحمدلله انك بخير

:)