الجمعة، 13 أبريل 2012

المقامر

إنه ليكفيني وأنا بغرفتي الصغيرة , في أعلى , أن أتذكر أو أن أتخيل حفيف ثوبك حتى أكون مستعداً لعض أصابعي . لماذا زعلتِ مني ؟ ألأنني أعلن أنني أعبدك ؟ استفيدي من عبوديتي , إستفيدي منها ! هل تعلمين أنني سأقتلك في ذات يوم ؟ لا غيرة ولا لأنني أكون قد إنتهيت من حبك ! لا , وإنما سأقتلك لمجرد أنني أشعر في بعض الأيام برغبةٍ في أن ألتهمك ... تضحكين ؟
قالت بلهجةٍ غضبى :
- لست أضحك . ولكنني آمرك أن تسكت
وتوقفت , وهي تختنق غضباً . شهد الله لا أدري أهي جميلة , لكنني أحب أن أنظر إليها حين تتوقف أمامي هذا التوقف ؛ ومن أجلِ ذلك إنما أحب أن أستثير غضبها . ولعلها لاحظت هي ذلك ؛ فتعمدت أن تغضب .. وقلت لها ذلك . فصاحت مشمئزة :
- يالشناعة !
وأستأنفت كلامي قائلاً :
- يستوي عندي ...ثم إعلمي أيضا أن من الخطر أن نتنزه معاً :
فكثيراً ماتراودني رغبة لا تقاوم في أن أضربك , في أن أشوهك , في أن أخنقك . أتظنين أن الأمر لا يمكن أن يمضي إلى هذا الحد ؟ إنك تغيضينني . أتحسبين أنني أخشى الفضيحة ؟ أتحسبين أنني أخشى سخطك ؟ أنا أستخف بسخطك ! إنني أحبك بغير أمل , وأعرف أن حبي سيزداد بعد ذلك ألف مرة . وإذا قتلتك يوماً سيكون عليَ أن أقتل نفسي أيضاً .. ولكنني سأؤجل قتل نفسي ما استطعت إلى التأجيل سبيلاَ , حتى أشعر من فراقك بذلك العذاب الذي لا يطاق ! هل تصدقين هذا الشيء الذي لايصدق : أنني في كل يومٍ أحبك أكثر مما كنت أحبك في اليوم السابق ؛ وهذا أمر مستحيل مع ذلك
أفتريدين بعد ذلك أن لا أؤمن بالقدر ! تذكري : لقد قلت لكِ أول أمس , ونحن على جبل شلانجنبرج , قلت لك بصوت خافت جدا , حين تحدثينني : (( قولي كلمة واحدة ,, فأرمي بنفسي إلى الهاوية )) . لو أنك قلت تلك الكلمة إذن لرميت نفسي .



من روايه المقامر لفيودور ديستوفيسكي

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

يسلموا
يشرفنى زيارتك لمدونتى مدونة عرب ماى
www.arabmy.com