في المجتمع اللي بيسمي مجتمع "النشطاء" (سواء سياسيين او حقوقيين او اي كان) بشوف معاني للصدق و الحب والوفاء والصداقة والشهامة والإخلاص والجدعنة ميعرفهاش البؤساء اللي بيتريقوا علي النشتاء و بيقولوا عليهم بتوع سبوبة. الدموع والبكاء المكتوم النهاردة... الحسرة علي فقدان حاجات كتيرة غالية... الكسرة والحزن الدفين... صعب ترسم الخط بين الشخصي والعام... هي دي البوصلة اللي انا ارتضيتها لنفسي. اللهم دمها نعمة
كتبتها هدي محمود
............
فيه سببين خلوني اروح جنازه احمد سيف الاسلام المناضل الشيوعي المحترم
اولهم ان الراجل من الناس النضيفه المحترمه اللي متغرتش ولا باعت نفسها وكان دايما نصير الفقراء والمظلومين وعلشان ولاده علاء وسناء اللي في السجن بتهمه التظاهر لا سرقوا ولا قتلوا ولا افسدوا
السبب التاني اني كنت رايح وعايز اشوف كل الناس اللي اعرفها من اربع سنين الناس اللي لهم نفس افكاري وبيحلموا احلام شبه احلامي وجمعنا مره الميدان يوم 25 من اربع سنين وفيه منهم زمايل ومنهم اصحاب اتبدهلنا سوا وكان لنا حلم اسمه الثوره ومصر كنا عايزينها غير مصر بتاعه مبارك او مرسي او العسكر
احنا مانتفعناش بالثوره ولا كان لنا اغراض الا ان الناس تعيش احسن كنا عايزين العدل والحق والكرامه للناس كلها كنا عايزين المجرم والقاتل ياخدوا جزائهم ومافيش قدامنا الا التظاهر ونقول صوتنا وكان دايما مبدانا السلميه
انا بقالي سبع شهور ماليش اي نشاطات سياسيه ومقاطعها لكن وحشني الناس اللي شاركتهم الحلم وشفت خالد وعبير وفاطمه عابد وساره محسن وقابلت بعدها صحابي شله السينما ولسخريه القدر قعدنا ف الميدان التحرير بالليل اللي بيحرسه عسكر النظام الجديد واللي مابقيتش شايل له اي ذكريات ولا فاكر حاجه عنه لانه مش هو اللي اتقابلنا فيه من اربع سنين في يوم جميل بس كان فيه كسره في وشوشهم وحزن حقيقي ودموع مانشفتش يمكن ماقدرتش احزن زيهم لاني ماكنش مقرب من الراجل زيهم وماقابتوش الا مرتين بس ف حياتي لكني كنت حاسس بهم كلهم
مافيش اجمل من كم الناس اللي حضرت اسلاميين وسطيين اشتراكيين ليبراليين مسيحيين علمانيين كلنا استنينا ادام الجامع وصلينا علي الفقيد ودعينا له لانه كان اب لنا كلنا يمكن ماحزنتش علي حد كده من سنه ونص من ساعه موت دكتور محمد يسري سلامه
الكلمتين اللي نقلتهم فوق نقلا عن هدي قالت اللي انا مش عارف اعبر عنه من امبارح
وشكرا لكل من بيقول علينا كولجيه او شمامين كوله
شكر الله سعي كل من حضر اليوم وتبقي اخر الاحزان