الغيوم تملا سماء القاهره
المضحك انها كانت المره الاولي لملاحظته رغم انه عاش فيها منذ ३० عاما
............
عندما عاد الي المنزل بعد قضاء ليله راس السنه جلس امام التلفاز يتابع فيلم رسائل بحر لداوود عبد السيد
ثم في فاصل اعلاني فوجيء بخبر علي قناه الجزيره عن تفجير كنيسه القديسيين
الخبر كان يمكن ان يمر مرور الكرام عليه لكن المشكله انه كان ينتوي السفر الي الاسكندريه بعد ست ساعات
دعا الله ان يمر اليوم علي خير ويتجنب المظاهرات التي ستخرج من قلب الاسكندريه
.........
لنكون صرحاء هو لم يكن ينتوي اي شيء او اي خطه في العام الجديد
كان بلا هدف بلا طموح لدرجه انه كان يعتقد ان اخر يوم في العام الماضي سيكون اخر ايامه
كان لا يكترث بما سيحدث فهو فقد الامل واكتفي من الدنيا
لذلك جعل نفسه كدميه يلعب بها القدر وترك نفسه له
.................
انا هويت وانتهيت وليه بقي
لوم العزووول
.........
الدنيا بتمطر"
"متخافيش دي اسكندريه بس زعلانه وبتطلع اللي جواها"
"عايزه اقعد ادام البحر"
" طلعي كل همومك ادامه واغسلي نفسك معاه"
.................
كانت دائما هادئه ورقيقه لكن في ذلك اليوم كانت غاضبه وظهر ذلك في امواج بحرها المتلاطمه ورياحها
كانت تنظر الي العشاق الجالسين علي صخورها سعيده برؤياهم لكنها لم تتمكن من اخفاء مايعتمل في اعماقها...
في طريق العوده الي المنزل وهي معه
لم يكن يطلب من الله شيء اخر الا ان تمتد به تلك اللحظه التي يمر بها معها للابد وان يتوقف الزمن لكي يحتفظ بها في ارشيفه
كان سعيدا بحق وراضيا ولاول مره في حيباته شعر بانه اكتمل عندما قابلها وعندما اصبحت معه وعندما صارحها وصارحته
لكن السعاده للاسف لا تدوم
..................
رفعنا راسنا في السما
والجوع مابقاش يهمنا
اهم حاجه حقنا ونكتب تاريخنا في دمنا
لو كنت واحد مننا بلاش نرغي وتقول لنا نمشي ونسيب حقنا
...........
اخفي ماينتويه عن الجميع
عن امه واهله
عن زملائه في العمل
رتب اموره لان ينهي كل شيء قبل ذهابه
ولرحمه الله به راي ابن اخته الحبيب وقبله قبل ذهابه
حتي هي
اخفي عنها وخدعها
فهو كان ذاهب ولا يعلم مالذي سيحدث في ذلك اليوم....
.............
رصاصه مطاطيه تصيبه في ذراعه
حينئذ بدا الذعر
لم يتوقع ان يطلق عليه النار من حرس النظام
لم يتوقع ان تبلغ بهم الوحشيه عندما انقضوا عليهم مثل الجراد يسحلوهم وينكلوا بهم
عندما سقطت القنبله الاولي تحت قدميه وانفجر الدخان ليصعد مباشره الي فمه وانفه وعينيه
احتمل وركض مع الاخرين ثم فكر ان يصمد ويعود مره اخري رغم القيء الذي اخرجه من جوفه واحساسه بان عينيه ضاعت
ثم لمح المدرعات وهي تركض وراء المتظاهرين واصوات الصراخ تعلو ثم سقطت القنبله الثانيه علي كتفه وانفجرت
وقتها تلا الشهادتين وامسك بذراع خالد الذي جره من الميدان قبل ان يسقط ارضا
.............
في عربه الترحيلات لم يجزع رغم البكاء الذي صدر من بعض المقبوض عليهم من خوفهم من عملاء امن الدوله ومن التعذيب الذي ينتظرهم في المعتقل
في المعتقل لم يجزع رغم حاله الياس والاحباط كان واثقا انه سيفرج عنه في ساعات هو وال ثلاثمائه متظاهر
اامام ظابط امن الدوله السمج لم يجزع بل ضحك في وجهه وكان باردا معه واستفزه
في اليوم التالي قبيل العشاء سمع انه لن يفرج عنهم الا بعد شهر
وقتها جزع ليث من السجن لكن لانه كان قلقا علي امه كان يخشي ان يكون جري لها شيئا بسببه
وقتها لم يفكر الا في امه وفي امل
طلب من الحارس ان يصطحبه الي الحمام وهناك طلب من الحارس ان يعطيه هاتفه ليتصل باهله يطمنئهم عليه
عندما سمع صوت امه كان علي وشك البكاء لكنه تماسك واخبرها انه سيخرج بعد ساعات
لا يدري لما اخبرها ذلك لكنه فعلها وبعدها لرحمه الله به وباامه خرج فعلا في منتصف الليل هو وابن عمته احمد
استلم محموله وانهالت عليه الاتصالت من محمد قباري وفاطمه ومحمد امين راضي
اول من اتصل به تلك المره كانت امل كان يرغب في سماع صوتها
................
في يوم الجمعه كان قرر ان ينزل مره اخري
وكان عنده ثقه بانها ستكون الجمعه الاخيره للنظام
لكن الطريق للتحرير مغلقا فسلك هو وخالد الطريق للعباسيه وهناك انضم هو والاف من ال متظاهرين الي المسيره التي التحمت بالغاضبين من شعب مصر عند مسجد الفتح لتبدا المعركه التي شهدت ملحمه سجلها التاريخ
عربات مدرعه تنفجر ورصاص مطاطي في كل صوب وجانب وقنابل دخان لكن المصريين لم يخافوا واكملوا المسيره واكتسحوا الحواجز الامنيه
كان حلما صعب التحقيق لكنه يتحقق امام عينيه
وعندما لمح سيارات الجيش عند المتحف المصري شعر بان الامور قد حسمت بالااضافه انه تاه عن خالد في وسط الزحام والدخان
كان كذب علي الجميع مره اخري انه لن ينزل الي المظاهره واغلق محموله
وعندما عاد الي المنزل اغشي علي امه عندما راته وبكي والده واخوته فهو كان خارج البيت منذ اكثر من ३ ايام
......................
في جمعه التنحي
استيقظ مكتئبا بعد تلك الليله السوداء
ولكنه لم ينتوي ان ينزل الي التحرير
بل قرر مع خالد وااحمد ان يذهبوا الي قصر العروبه
الي عرين الطاغيه
في البدء لم يكن العدد يتجاوز بضع مئات امام الاسوار الشاائكه ودبابات الحرس الجمهوري
ومع ماتررد من اشاعات عن اقتراب بلطجيه اليهم ووجود قناصه علي الاسطح لاصطيادهم بدا يقلق
ثم بعد اذان العصر بدات الناس تتوافد عليهم حتي اصبحوا في عدد ضخم مماثل لما يقبع في التحرير
اول من ابلغه بتنحي مبارك كانت هي كالعاده
ركض في الشارع يصرخ بحريه ويهتف والادرينالين يتدفق في عنقه
احتفل مع سكان مصر الجديده في يوم لم يتكرر من قبل حتي الفجر
كان يوما اقل مايوصف به انه رائع
................
في جمعه الانتصار اصر علي الذهاب الي التحرير ليصلي ورا القرضاوي
اصر ان يحتفل مع المواطنين والكل من اعتصم في الميدان وشارك في الثوره
كان متتشيا وهو يجوب شوارع وسط البلد العامره بالفرحه والحريه
حتي الهواء تغير رائحته واصبح انقي
لم يضايقه الزحام رغم انه كاد يختنق من الحشود
وانهي يومه بالاحتفال مع اصدقائه ليلا ليقضوا يوما جميلا
..............
عمرو
ثم عمرو
ثم عمرو
لن يسعفه الكلام عنه
لن يسعفه ماسيكتبه عنه
كان ينوي ان يصبح يوم زفافه من افضل ايام العام الجديد
كل من عرفهم في حياته من اصدقاء تجمعوا ذلك اليوم
احتملوا طريق سفر من الزقازيق الي العبور ثم انهو الفرح في شقته باكتوبر ثم العوده مره اخري الي الزقازيق
الكل كان سعيدا والكل كان متتشيا
جمال اليوم في الذهاب والاياب وعندما ضللنا طريق العوده والبلطجيه الذين كانوا يردون ايقافنا علي الطريق وقياده طارق المتهوره التي قاربت المائتين كيلو
مربع شلتهم الحميم نقص ضلعين
لم يتبق الا انا وطارق
خوفي ان ينشغل اصدقائي بعد ذلك فاجد مشقه في رؤيتهم
لكني سعيد من اجلهم
..............
عن افضل خمس ايام مروا ذلك االعام تحدثت
خوفا من ان تضيع زكرياتهم
ولان هدفي الاصلي هو تدوين كل ماامر به في تلك المدونه
هناك تعليقان (2):
يلا عقبالك بأذن الله
ملحوظه
في تجمع للمدونين بعد صلاه الجمعه عند فهوه البورصه
والحاااضر يعلم الغايب
دائما الايام الجميلة يكون ليها ذكرى
سلم نبض قلمك
تحياتي
إرسال تعليق