الخميس، 3 مايو 2012

جنون العباسيه





تعود من الحسين بعد سهره جميله مع اصدقائك لتتابع اخبار مايحدث في العباسيه مع معتصمين اولاد ابو سماعيل الذي لا تتعاطف معه ولا مع قضيته ولا تنسي مافعله معكم اثناء مجزره محمد محمود

بالادق اصبحت تكره كل متبعين التيارات الاسلاميه وتعتبرهم مغيبيبن لا ينزلون الي المشاركه في الثوره الا باوامر الجماعه او الشيخ
تحتقرهم لانهم نزلوا ليعتصموا امام وزاره الدفاع من اجل شيخهم الذي استبعد من انتخابات الرئاسه وتحمل دمهم او مايجري لهم في رقبه هذا المافون

تخاف من سيناريو تاجيل الانتخابات او ان يقوم العسكر باصدار الاحكام العرفيه او يتحجج باي سبب ليطيل بقاءه في السلطه

تسمع اخبارا عن مولوتوف يقذف ورصاص حي وخرطوش واصابات لكنك لا تكترث فانت تحمل هموما ومشاكل لا يستوعبها هؤلاء

تصحو متاخرا في الثانيه ظهرا علي هاتف صديقك احمد ليخبرك بوفاه عشره من المعتصمين نتيجه الاشتباكات وان الامن المركزي تدخل 
يخبرك بان هناك مسيره ضخمه ستنطلق من امام مسجد الفتح في الخامسه عصرا تضم سته ابريل وحمله ابو الفتوح وحمدين صباحي والالتراس وشباب الثوره 

تقرر الغاء جميع مواعيدك في العمل وكل ارتباطاتك وتهرع الي القاهره لتحلق بالمسيره 
تغلق هاتفك كي لا يكلمك احد وترجو ان تتجدد ايام محمد محمود مره اخري وتغرق في الاشتباكات وتشم رائحه الغاز ورائحه الدماء والنيران 

ترغب في ان يتحقق مافشلت فيه علي مدار عام ان تستشهد ان تتخلص من هذا العالم ان تستريح 

ترغب في ان يجري الادرينالين في دمك ويدق قلبك وتصرخ بجنون وتهتف من اعماقك يسقط يسقط حكم العسكر

تستغرب وتسئل نفسك لماذا انت ستنضم الي المسيره؟

السؤال العقلاني لان هناك دم اسيل وارواح ازهقت فيجب ان تثار يجب ان تساند رفاق الماضي مهما كان اختلافك الفكري معهم لكنهم كانوا رفاق الثوره وقد خضتم معاركا مع بعضكم البعض يد واحده

لكنك تدرك انك تستريح الي المسيرات وتجد نفسك فيها وتقابل رفاقك وتعشق الهتاف والحماس وهدير صوتك وهو يهز الشارع فتشعر بالقوه

تشتاق الي الثوره لانك خلقت لتكون ثائرا وقد وجدت ضالتك فيها

تشتاق لان تموت تحلم بالموت لكنك في كل مره تصاب او تنجو باعجوبه لان قدرك لم يحن بعد ولكنك مصمم علي التحدي


تصل لتجد مسيره ضخمه بالالاف من كل التيارات تسيرون قرابه الساعه في الحر الشديد حتي تصلوا الي العباسيه موضع الجنون
تنضموا الي المعتصمين امام كردون الشرطه العسكريه والمدرعات ورجال الصاعقه 
تنظرون لهم بتحدي تبتسمون في سخريه امام كاميراتهم التي تصوركم ترغبون في اختراق الاسلاك الشائكه واقتحام وزاره الدفاع

تتحدث مع السلفيين والليبرالين والاشتراكيين تجد شباب السلفيين يهتفون ويرفعوا اعلام سته ابريل في مشهد خلاب 

ينكسر الحاجز النفسي الذي وضعته بينك وبينهم 

مازال هاتفك مغلقا  وانت فرحا بذلك لانك لا ترغب في الاتصال بالعالم الخارجي فقط تركت رساله علي صفحتك في موقع التواصل الاجتماعي تحث الاصدقاء علي النزول 

تتعب وترقد علي الرصيف وانت تشرب الشاي كما اعتدت في ميدان التحرير سابقا 

ليست اول مره تذهب الي وزاره الدفاع فانت تحمل ذكري مؤلمه عندما تم نصب كمينا لكم وجرت مذبحه في الصيف الماضي

لكنك تدرك ان ميدان العباسيه سيصبح الموطن الجديد للثوار ربما لان الثوار اصابوا بالجنون او ربما العباسيه قد فاحت برائحه الجنون او ربما لان الجميع فقد عقله

تنتظر ماسييسفر عنه يوم الجمعه حين سيخرج الجميع للضغط علي العسكر 

تدرك ان هناك دماء ستسيل مجددا ولكنك لا تملك الا الانتظار  

هناك تعليق واحد:

adel يقول...

متفرجش قوي يا محمد وخدها من واحد شاف وعاش زيك
المرة دي خرا وكل الاطراف وسخة