تعود من الحسين بعد سهره جميله مع اصدقائك لتتابع اخبار مايحدث في العباسيه مع معتصمين اولاد ابو سماعيل الذي لا تتعاطف معه ولا مع قضيته ولا تنسي مافعله معكم اثناء مجزره محمد محمود
بالادق اصبحت تكره كل متبعين التيارات الاسلاميه وتعتبرهم مغيبيبن لا ينزلون الي المشاركه في الثوره الا باوامر الجماعه او الشيخ
تحتقرهم لانهم نزلوا ليعتصموا امام وزاره الدفاع من اجل شيخهم الذي استبعد من انتخابات الرئاسه وتحمل دمهم او مايجري لهم في رقبه هذا المافون
تخاف من سيناريو تاجيل الانتخابات او ان يقوم العسكر باصدار الاحكام العرفيه او يتحجج باي سبب ليطيل بقاءه في السلطه
تسمع اخبارا عن مولوتوف يقذف ورصاص حي وخرطوش واصابات لكنك لا تكترث فانت تحمل هموما ومشاكل لا يستوعبها هؤلاء
تصحو متاخرا في الثانيه ظهرا علي هاتف صديقك احمد ليخبرك بوفاه عشره من المعتصمين نتيجه الاشتباكات وان الامن المركزي تدخل
يخبرك بان هناك مسيره ضخمه ستنطلق من امام مسجد الفتح في الخامسه عصرا تضم سته ابريل وحمله ابو الفتوح وحمدين صباحي والالتراس وشباب الثوره
تقرر الغاء جميع مواعيدك في العمل وكل ارتباطاتك وتهرع الي القاهره لتحلق بالمسيره
تغلق هاتفك كي لا يكلمك احد وترجو ان تتجدد ايام محمد محمود مره اخري وتغرق في الاشتباكات وتشم رائحه الغاز ورائحه الدماء والنيران
ترغب في ان يتحقق مافشلت فيه علي مدار عام ان تستشهد ان تتخلص من هذا العالم ان تستريح
ترغب في ان يجري الادرينالين في دمك ويدق قلبك وتصرخ بجنون وتهتف من اعماقك يسقط يسقط حكم العسكر
تستغرب وتسئل نفسك لماذا انت ستنضم الي المسيره؟
السؤال العقلاني لان هناك دم اسيل وارواح ازهقت فيجب ان تثار يجب ان تساند رفاق الماضي مهما كان اختلافك الفكري معهم لكنهم كانوا رفاق الثوره وقد خضتم معاركا مع بعضكم البعض يد واحده
لكنك تدرك انك تستريح الي المسيرات وتجد نفسك فيها وتقابل رفاقك وتعشق الهتاف والحماس وهدير صوتك وهو يهز الشارع فتشعر بالقوه
تشتاق الي الثوره لانك خلقت لتكون ثائرا وقد وجدت ضالتك فيها
تشتاق لان تموت تحلم بالموت لكنك في كل مره تصاب او تنجو باعجوبه لان قدرك لم يحن بعد ولكنك مصمم علي التحدي
تصل لتجد مسيره ضخمه بالالاف من كل التيارات تسيرون قرابه الساعه في الحر الشديد حتي تصلوا الي العباسيه موضع الجنون
تنضموا الي المعتصمين امام كردون الشرطه العسكريه والمدرعات ورجال الصاعقه
تنظرون لهم بتحدي تبتسمون في سخريه امام كاميراتهم التي تصوركم ترغبون في اختراق الاسلاك الشائكه واقتحام وزاره الدفاع
تتحدث مع السلفيين والليبرالين والاشتراكيين تجد شباب السلفيين يهتفون ويرفعوا اعلام سته ابريل في مشهد خلاب
ينكسر الحاجز النفسي الذي وضعته بينك وبينهم
مازال هاتفك مغلقا وانت فرحا بذلك لانك لا ترغب في الاتصال بالعالم الخارجي فقط تركت رساله علي صفحتك في موقع التواصل الاجتماعي تحث الاصدقاء علي النزول
تتعب وترقد علي الرصيف وانت تشرب الشاي كما اعتدت في ميدان التحرير سابقا
ليست اول مره تذهب الي وزاره الدفاع فانت تحمل ذكري مؤلمه عندما تم نصب كمينا لكم وجرت مذبحه في الصيف الماضي
لكنك تدرك ان ميدان العباسيه سيصبح الموطن الجديد للثوار ربما لان الثوار اصابوا بالجنون او ربما العباسيه قد فاحت برائحه الجنون او ربما لان الجميع فقد عقله
تنتظر ماسييسفر عنه يوم الجمعه حين سيخرج الجميع للضغط علي العسكر
تدرك ان هناك دماء ستسيل مجددا ولكنك لا تملك الا الانتظار
هناك تعليق واحد:
متفرجش قوي يا محمد وخدها من واحد شاف وعاش زيك
المرة دي خرا وكل الاطراف وسخة
إرسال تعليق